يعتبر المرض في معظم وجوهه حالة قدرية لا نملك دفعها عن أنفسنا أو عمن حولنا. وداء السكري هو أحد هذه الأمراض التي قد تشكل للمصاب ولمن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم. أسبابه: ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الغلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه للأسباب التالية: عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، ولكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضًا لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب. عامل الالتهابات: وتقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، وعادة ما تكون فيروسًا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة. عامل الوراثة: ويؤدي هذا العامل دورًا ليس كبيرًا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معًا مصاب بالسكر ولكنه لا يزيد على نسبة 10% وتزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%. أهم الأعراض: التبول اللاإرادي الجفاف الإرهاق فقد الوزن الصداع والدوار القيء عند إصابة الطفل بهذا الداء يستوجب إدخاله المستشفى وتنويمه لمدة تراوح ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع لمباشرة علاجه، خصوصًا إذا كان الطفل مصابًا بالجفاف والحموضة الشديدة فلا بد عندها من السوائل والأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن. وهنا لا بد من التعرف على الأنسولين الذي هو عبارة عن هرمون يفرز من البنكرياس وهو المفتاح الذي يساعد على إدخال الغلوكوز إلى جميع خلايا الجسم. كما أنه يؤخذ بالحقن تحت الجلد أي بالدم. ولأهمية الأنسولين لا بد من المحافظة على سلامته من خلال: - التأكد من مدة الصلاحية ونسبة التركيز. وبالنسبة للطفل قد يتصرف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة. وهنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة زيادة السكر وإذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي وخصوصًا المخ. ولهبوط نسبة السكر في الدم أسباب عديدة منها: العلاج - أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث. هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله. - إن تغذية مرضى السكر من «النوع الأول» ليس أمرًا صعبًا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرًا على اختيار غذائه بنفسه، - بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميًا، وهذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز. فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، وهذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن (الحلويات والفشار والشيبس والمشروبات الغازية) لأنها تضره ولا تفيده. - ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن: يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر علىعمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. الحمية الغذائية وهي غذاء متوازن ومعدل، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة (وهي كل طعام ذي مذاق حلو: الحلويات ـ المشروبات الغازية ـ العصائر غير الطبيعية المحلاة والعلكة وغير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة). من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرًا بوجبات طفلهم المريض بأنيعودوه أكل المفيد من فواكه وخضار ووجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان. فيمكن إعطاء الطفل (نصف صامولي + جبنة + خيار + جزر) أو (علبة زبادي + خيار + حبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير وأنفع من السكاكر صحيًا وغذائيًا. فالغذاء السليم يجعل المريض ينمو بصورة طبيعية جسمانيًا وعقلانيًا. كما يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية تعرضه لأعراض انخفاض السكر وارتفاعه لكي يستطيع اتخاذ الخطوة السليمة ويتفادى الدخول في غيبوبة السكري وتبعاتها. إن تغذية واحتياج الطفل مريض السكر مثل الطفل العادي ولكن الفرق يكمن في تنظيم الطعام وتوزيعه على الوجبات الأساسية (فطور-غداء-عشاء) والوجبات الخفيفة وتنظيم مواعيد تناول هذه الوجبات,ويحتاج هذا التنظيم إلى بعض المجهود من الوالدين حيث يجب إتباع الأتي: - يجب إعطاء الطفل حقنة الأنسولين في موعدها المحدد وتعليم الطفل كيفية أخذ الحقنة بنفسه. - يجب على الوالدين مراقبة طفلهم هل تناول وجبته كاملة أم زاد عليها أو أنقصها وعلى هذا الأساس يمكن زيادة أو نقص الكمية في الوجبة التالية لنتحكم في مستوى الأنسولين. - الحرص على تناول الطفل وجبة الإفطار في المنزل وبعد أخذ حقنة الأنسولين كما يجب تذكير وتحضير وجبة خفيفة للطفل لتناولها في المدرسة. - يجب الحرص على تناول طفل وجبة الإفطار في المنزل وبعد اللعب أو ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة لمنع حدوث هبوط في سكر الدم . - يجب معاملة طفل مريض السكر كباقي أفراد الأسرة كأن يأكل كل فرد في الأسرة وجبتهم في أطباق منفردة مثله وذالك لتسهيل التحكم في كمية الطعام التي سيتناولها الطفل دون التأثير على نفسيته . - يجب على الوالدين منع طفلهم من تناول الحلويات والشوكلاتة والعسل والمربيات العادية وشراء منتجات مماثلة لها بالمحليات الصناعية المخصصة لمرض السكر وكذالك على الأم عند إعداد الحلوى في المنزل أخذ فالحسبان حالة طفلها المريض وذلك باستعمال المحليات الصناعية في إعدادها. - تعويد الطفل على تناول الطعام المطهية بطريقة الشوي أو السلق وتقليل من تناول الأطعمة المقلية . - إعطاء الطفل السعرات الحرارية اللازمة لمرحلة النمو ذلك بحساب احتياجه حسب طول الطفل ووزنه وعمره وجنسه. بقلم رويدة إدريس | |
مشاهده: 1174 | |
مجموع التعليقات: 0 | |