الصديق وقت الضيق .
في أحَدِ الأيام كانَ صديقانِ يَجتازانِ الغابة ، وفجأةً خَرَجَ دُبٌّ مِن بينِ أغصانِ الأشجار .
أحدُ الصديقَينِ أسرَعَ فَوراً إلى الهَرَبِ والنَجاةِ بنفسِه ، واختَبأَ في أعلى إحدى الأشجار . أمّا الآخَرُ - وهو بَطيءُ الحرَكة - فلم يَجِد طريقةً للخَلاصِ أفضَلَ من الانبِطاحِ على الأرضِ والتظاهُرِ بالموت . فاقترب الدبُّ من الصديقِ الذي كانَ مُمَدَّداً على الأرض ، وأخَذَ يَشُمُّه ، فحَبَسَ المِسكينُ أنفاسَهُ وهو يَكادُ يَموتُ مِن شِدّةِ الخوف . أمّا الدبُّ فقد تَلمَّسَ وجهَهُ وشَمَّه ، وجَمَدَ في مكانهِ لحظةً ، ثمّ تَركَهُ وتابَعَ طريقَهُ في الغابةِ بعدَ أن ظَنَّهُ مَيّتاً .
وما كادَ الدبُّ يَختَفي عن الأنظار حتّى نَزلَ الرجُلُ الثاني عن الشجرة ، ودنا مِن صديقِه ضاحِكاً ، وقال : قُل لي ما هو السِرُّ الذي هَمسَ بهِ الدبُّ في أذنِكَ قبلَ أن يَذهَب ؟!
فأجابَهُ الآخَر :- قال لي : إنّ الذينَ يَتَخلَّونَ عن أصدقائهم في وقتِ الخَطَرِ إنّما هُم مِن الأشرار .
| |
مشاهده: 1071 | |
مجموع التعليقات: 0 | |