إن تعدد الهموم و المشاغل الأسرية تنهك نفسية المرأة أحياناً، وعندما يزداد الضغط عليها ويشتد لتزامن أحداث مهمة في نفس الوقت، تفقد السيطرة على أعصابها وتُقسم بأنها لن تهتم بشيء بعد اليوم، وتقول (تدبروا أموركم بأنفسكم، فمن اليوم فصاعداً لن أهتم إلا بنفسي،... فما دخلي أنا باللقاء المهم لزوجي، وإن رسب ابني في الامتحان فسيعيد السنة وما شأني أنا)، وقد يدوم عدم اكتراثها وتستمر قطيعتها مع أفراد أسرتها ليوم أو يومين على أبعد تقدير، لكنها سرعان ما تستعيد نشاطها وحيويتها بعد هذه الاستراحة القصيرة لتباشر مهامها من جديد.
إن من مظاهر عظمة المرأة أنها لا تكتفي بالاهتمام المُركَّز بأفراد أسرتها، بل هي مفطورة أيضا على الخوف الشديد عليهم، فهي تفكر في الأسوء حين يتأخر أبنائها عن العودة للمنزل، ولا يهنأ لها بل حتى يتصل بها زوجها ليبلغها بوصوله بخير إلى المكان الذي يقصده في سفره، فلماذا يا ترى تقلق النساء أكثر من الرجال؟
إن المرأة من الناحية النفسية تتميز باستعدادها الدائم لترقب الأخطار واستشعارها، فيمكن لأدنى تفصيل غريب أو غير عادي أن يحرك هواجسها، لذلك ليس من المستغرب أن تقلق أكثر من الرجل، زد على ذلك أن النشاط الانفعالي في الجهاز العصبي للمرأة يكون حيويا على الدوام، سواء في حالة شعورها بالقلق و الضغينة أو في حالة تمتعها بالارتخاء والطمأنينة، فإن لم يكن لدماغها شاغل يشغله فإنه يشرد وينتقل من موضوع لآخر، وتتراكم الأحداث ومشاعر القلق لتشكل لدى المرأة شبكة ضخمة من الكرب والضغط النفسي، لذلك ينتاب ربة البيت بين الفينة والأخرى نوبات من الهلع والخوف الشديد والغير المبرر، يتفاجئ منها الزوج وقد تشغل باله في حالة تكرارها إلى حد يجعله يفكر في مصاحبتها إلى أخصائي نفسي ظناً منه أنها تعاني من بعض الاضطرابات النفسية، وهي في الواقع حالة طبيعية تستدعي منه أن يكون أكثر قرباً من توأم روحه، ليساعدها بحضوره العاطفي وكلماته الرقيقة المهدئة على تجاوز هذه الحالة العابرة بنجاح.
3. روائع الصفات في أخلاق النساء
إن اللبيب من الرجال هو الذي يجالس زوجته ويُسمعها بعض المستملحات، التي تدخل على قلبها نوع من المرح والسرور و تنسيها تعب المسؤوليات اليومية، ومن المواضيع التي يمكن أن يثيرها أثناء مجالستها نذكر صفات المرأة العاقلة والطائشة، التي يمكن أن يتناولها الزوج مع زوجته بطريقة مَرِحة ومن باب الطرفة والنكتة، لا من باب السخرية والاستخفاف بهذه الإنسانة التي أعزها الله وكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صفات المرأة العاقلة : رأيها حكيم وخلقها قويم وزوجها وسيم، بيتها منظوم وولدها مشرق كالنجوم من كثرت عنايتها به، إذا ضحكت تبسمت وإذا خالطت الناس استحيت وتأدبت، إذا تحدثت ألانت الكلام لتسلب العقول وتسحر القلوب، لها عقل وافر وخلق طاهر وجمال بالعفة ظاهر، ريحها عند لقاء زوجها أريج، و وجهها المنشرح في عينه بهيج، إذا جالسته متعته بالدنيا و ذَكَّرته بالآخرة، إذا كثر ماله تراها حامدة لله شاكرة غير متكبرة ولا متعجرفة، وإذا قلَّ رزقه تراها صابرة محتسبة.
صفات المرأة الطائشة : عقلها معلول و بيتها مزبول و وزوجها مهبول وولدها مهزول، إذا ضحكت قهقهت وإذا تحدثت أشارت بالأصابع وبكت في مجامع النسوة وهي الظالمة، كثيرة الاهتمام بالناس قليلة الالتجاء إلى رب الناس، بادية في حجابها متبرجة في لباسها، تشهد بالزور و دموعها تسيل بالفجور، لا تعين زوجها على الزمان بل تعين الزمان على زوجها، إذا كثر رزقه انشرحت وطربت وإذا قل ماله ذهب سلطانه في عينها، ولا يتوقف كرمها لصاحبها عند هذا الحد، بل يزداد جودها و كرمها لزوجها حين تدفن حسناته وتفشي في مجالس النساء سيئاته، وإذا دخل خرجت وإذا خرج دخلت وإذا ضحك بكت وإذا حزن ابتهجت، نفسها كثيرة الانفعال و الغضب ولسانها كثير الشكوى والضجر، إذا جالست زوجها فلا هي متعته بأنسها في عشرتهما الدنيوية و لا هي تركته يتقرب لله بالطاعات للفوز بالنعيم المقيم في الآخرة.